فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



لطائف:
الأولى:
{مَنْ} في قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ} مبتدأ حذف خبره، لإغناء الحال عن ذكره، وهذا سر حذف معادل الهمزة كثيرًا. وتقديره: أفمن كان على بينة من ربه كأولئك الذين ذكرت أعمالهم، وبين مصيرهم ومآلهم- كذا قال أبو السعود-.
وفي شرح الكشاف أن التقدير: أمن كان يريد الحياة الدنيا، على أنها موصول، فمن كان على بينة من ربه، والخبر محذوف؛ لدلالة الفاء، أي: يعقبونهم أو يقربونهم. والاستفهام للإنكار، فيفيد أنه لا تقارب بينهم، فضلًا عن التماثل، فلذلك صار أبلغ من نحو قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18].
الثانية:
قرئ (كتابَ موسى) بالنصب عطفًا على الضمير في (يتلوه) أي: يتلو القرآن شاهد ممن كان على بينة من ربه، يعني من آمن من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وشهادتهم على أنه حق لا مفترى؛ لما يجدونه مكتوبًا عندهم، و(يتلو) من التلاوة، فتكون الآية كقوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} [الأحقاف: من الآية 10]- والله أعلم-.
الثالثة:
{الأحزاب} جمع حزب، والحزب جماعة الناس. ويطلق {الأحزاب} على من تألبوا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا كل نبي قبله، وهو إطلاق شرعي، وعليه حمل الأكثر الآية؛ لكون السورة مكية، إلا أن اللفظ يتناوله، وكل من شاكلهم من سائر الطوائف.
وفي صحيح مسلم عن سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراني، ثم لا يؤمن بي، إلا دخل النار». قال سعيد: كنت لا أسمع بحديث من النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه، إلا وجدت مصداقه في القرآن، فبلغني هذا الحديث، فجعلت أقول: أين مصداقه في كتاب الله؟ حتى وجدت هذه الآية: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} قال: الملل كلها. اهـ.

.قال صاحب الميزان:

قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة}
الجملة تفريع على ما مضى من الكلام الذى هو في محل الاحتجاج على كون القرآن كتابا منزلا من عند الله سبحانه، و{من} مبتدء خبره محذوف والتقدير: كغيره، أو ما يؤدى معناه، والدليل عليه قوله تلوا: {اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده}.
والاستفهام إنكارى والمعنى: ليس من كان كذا وكذا كغيره ممن ليس كذلك وأنت على هذه الصفات فلا تك في مرية من القرآن.
وقوله: {على بينة من ربه} البينة صفة مشبهة معناها الظاهرة الواضحة غير أن الأمور الظاهرة الواضحة ربما أوضحت ما ينضم إليها ويتعلق بها كالنور الذى هو بين ظاهر ويظهر به غيره، ولذلك كثر استعمال البينة فيما يتبين به غيره كالحجة والآية، ويقال للشاهد على دعوى المدعى بينة.
وقد سمى الله تعالى الحجة بينة كما في قوله: {ليهلك من هلك عن بينة} الانفال: 42 وسمى آيته بينة كما في قوله: {قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية} الأعراف: 73 وسمى البصيرة الخاصة الإلهية التى أوتيها الأنبياء بينة كما في قوله حكاية عن نوح عليه السلام: {يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وآتاني رحمة من عنده} هود: 28 أو مطلق البصيرة الإلهية كما هو ظاهر قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} سورة محمد: 14 وقد قال تعالى في معناه: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} الأنعام: 122.
والظاهر ان المراد بالبينة في المقام هو هذا المعنى الاخير العام بقرينة قوله بعد: {أولئك يؤمنون به} وإن كان المراد به بحسب المورد هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن الكلام مسوق ليتفرع عليه قوله: {فلا تك في مرية منه}.
فالمراد بها البصيرة الإلهية التى اوتيها النبي عليه السلام لا نفس القرآن النازل عليه فإنه لا يحسن ظاهرا ان يتفرع عليه قوله: {فلا تك في مرية منه} وهو ظاهر ولا ينافيه كون القرآن في نفسه بينة من الله من جهة كونه آية منه تعالى كما في قوله: {قل انى على بينة من ربى وكذبتم به} الأنعام: 57، فإن المقام غير المقام.
وبما مر يظهر ان قول من يقول: إن المراد بمن كان إلخ، النبي خاصة إرادة استعمالية ليس في محله وإنما هو مراد بحسب انطباق المورد.
وكذا قول من قال: إن المراد به المؤمنون من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا دليل على التخصيص.
ويظهر أيضا فسادالقول بأن المراد بالبينة هو القرآن، وكذا القول بأنها حجة العقل واضيفت إلى الرب تعالى لأنه ينصب الادلة العقلية والنقلية.
ووجه فساده أنه لا دليل على التخصيص ولا تقاس البينة القائمة للنبى عليه السلام من ناحيته تعالى بالتعريف الإلهى القائم لنا من ناحية العقول.
وقوله تعالى: {ويتلوه شاهد منه} المراد بالشهادة تأدية الشهادة التى تفيد صحة الأمر المشهود له دون تحملها فإن المقام مقام تثبيت حقية القرآن وهو إنما يناسب الشهادة بمعنى التأدية لا بمعنى التحمل.
والظاهر أن المراد بهذا الشاهد بعض ما أيقن بحقية القرآن وكان على بصيرة إلهية من امره فامن به عن بصيرته وشهد بأنه حق منزل من عند الله تعالى كما يشهد بالتوحيد والرسالة فإن شهادة الموقن البصير على أمر تدفع عن الإنسان مرية الاستيحاش وريب التفرد فإن الإنسان إذا أذعن بأمر وتفرد فيه ربما اوحشه التفرد فيه إذا لم يؤيده احد في القول به اما إذا قال به غيره من الناس وأيد نظره في ذلك زالت عنه الوحشة وقوى قلبه وارتبط جأشه وقد احتج تعالى بما يماثل هذا المعنى في قوله: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم} الاحقاف: 10.
وعلى هذا فقوله: {يتلوه} من التلو لا من التلاوة، والضمير فيه راجع إلى {من} أو إلى {بينة} باعتبار انه نور أو دليل، ومال الوجهين واحد فإن الشاهد الذى يلى صاحب البينة يلى بينته كما يلى نفسه والضمير في قوله: {منه} راجع إلى {من} دون قوله: {ربه} وعدم رجوعه إلى البينة ظاهر ومحصل المعنى: من كان على بصيرة إلهية من أمر ولحق به من هو من نفسه فشهد على صحة امره واستقامته.
وعلى هذا الوجه ينطبق ما ورد في روايات الفريقين ان المراد بالشاهد على عليه السلام إن اريد به انه المراد بحسب انطباق المورد لا بمعنى الإرادة الاستعمالية.
وللقوم في معنى الجملة اقوال شتى فقيل: إن {يتلو} من التلاوة كما قيل: إنه من التلو، وقيل: إن الضمير في {يتلوه} راجع إلى {البينة} كما قيل: إنه راجع إلى {من}.
وقيل: المراد بالشاهد القرآن: وقيل: جبرائيل يتلو القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولعله مأخوذ من قوله تعالى: {لكن الله يشهد بما أنزل اليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} النساء: 166، وقيل: الشاهد مل ك يسدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحفظه القرآن، ولعله لنوع من الاستناد إلى الآية المذكورة.
وقيل: الشاهد هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال تعالى: {يا ايها البنى إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} الاحزاب: 45، وقيل: شاهد منه لسانه أي يتلو القرآن بلسانه.
وقيل: الشاهد على بن أبى طالب عليه السلام، وقد وردت به عدة روايات من طرق الشيعة واهل السنة.
والتأمل في سياق الآية وظاهر جملها يكفى مؤنة إبطال هذه الوجوه غير ما قدمناه من معنى الآية فلا نطيل الكلام بالبحث عنها والمناقشة فيها.
وقوله تعالى: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} الضمير راجع إلى الموصول أو إلى البينة على حد ما ذكرناه في ضمير {يتلوه} والجملة حال بعد حال أي أفمن كان على بصيرة إلهية ينكشف له بها ان القرآن حق منزل من عند الله والحال ان معه شاهدا منه يشهد بذلك عن بصيرة والحال أن هذا الذى هو على بينة سبقه كتاب موسى إماما ورحمة أو قبل بينته التى منها القرآن أو هي القرآن المشتمل على المعارف والشرائع الهادية إلى الحق كتاب موسى إماما فليس هو أو ما عنده من البينة ببدع من الأمر غير مسبوق بمثل ونظير بل هناك طريق مسلوك من قبل يهدى إليه كتاب موسى.
ومن هنا يظهر وجه توصيف كتاب موسى وهو التوراة بالامام والرحمة فإنه مشتمل على معارف حقة وشريعة إلهية يؤتم به في ذلك ويتنعم بنعمته، وقد ذكره الله بهذا الوصف في موضع آخر من كلامه فقال: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فامن واستكبرتم} إلى أن قال: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين} الاحقاف: 12.
والآيات- كما ترى- أقرب الآيات مضمونا من الآية المبحوث عنها تذكر اولا: أن القرآن بينة إلهية أو أمر قامت عليه بينة إلهية ثم تذكر شهادة الشاهد من بنى إسرائيل عليه وتأيده بها ثم تذكر أنه سبوق فيما يتضمنه من المعارف والشرائع بكتاب موسى الذى كان إماما ورحمة يأتم به الناس ويهتدون، وطريقا مسلوكا مجربا، والقرآن كتاب مثله مصدق له منزل من عند الله لانذار الظالمين وتبشير المحسنين.
ومن هنا يظهر أيضا: أن قوله: {إماما ورحمة} حال من كتاب موسى لا من قوله: {شاهد منه} على ما ذكره بعضهم.
قوله تعالى: {أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده} المشار إليهم بقوله: {أولئك} بناء على ما تقدم من معنى صدر الآية هم الذين كانوا على بينة من ربهم المدلول عليهم بقوله: {أفمن كان} إلخ، وأما إرجاع الإشارة إلى المؤمنين لدلالة السياق عليهم فبعيد عن الفهم.
وكذا الضمير في قوله: {به} راجع إلى القرآن من جهة أنه بينة منه تعالى أو أمر قامت عليه البينة، وأما إرجاعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يلائم ما قررناه من معنى الآية فإن في صدر الآية بيان حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحو العموم حتى يتفرع عليه قوله: {فلا تك في مرية منه} كأنه قيل: إنك على بينة كذا ومعك شاهد وقبلك كتاب موسى، ومن كان على هذه الصفة يؤمن بما اوتى من كتاب الله، ولا يصح أن يقال: ومن كان على هذه الصفة يؤمن بك، والكلام في الضمير في {ومن يكفر به} كالكلام في ضمير {يؤمنون به}.
وأمر الآية فيما يحتمله مفردات ألفاظها وضمائرها عجيب فضرب بعضها في بعض يرقى إلى الوف من المحتملات بعضها صحيح وبعضها خلافه.
قوله تعالى: {فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون} المرية كجلسة النوع من الشك، والجملة تفريع على صدر الآية، والمعنى أن من كان على بينة من ربه في أمر وقد شهد عليه شاهد منه وقبله إمام ورحمة ككتاب موسى ليس كغيره من لناس الغافلين المغفلين فهو يؤمن بما عنده من أمر الله ولا يوحشه إعراض اكثر الناس عما عنده، وأنت كذلك فإنك على بينة من ربك ويتلوك شاهد ومن قبلك كتاب موسى إماما ورحمة وإذا كان كذلك فلا تك في مرية من أمر ما أنزل اليك من القرآن إنه محض الحق من جانب الله ولكن اكثر الناس لا يؤمنون.
وقوله: {إنه الحق من ربك} تعليل للنهى وقد اكد بأن ولام الجنس للدلالة على توافر الأسباب النافية للمرية وهى قيام البينة وشهادة الشاهد وتقدم كتاب موسى إماما ورحمة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}
أغلقت معاني هذه الآية لكثرة الاحتمالات التي تعتورها من جهة معاد الضمائر واسم الإشارة، ومن جهة إجمال المراد من الموصول، وموقع الاستفهام، وموقع فاء التفريع.
وقد حكى ابن عطية وجوهًا كثيرة في تفسيره بما لم يلخصه أحد مثله وتبعه القرطبي في حكاية بعضها.
والاختلاف في مَاصدق: {مَن كان على بينة من ربّه}.
وفي المراد من: {بينة من ربه}، وفي المعنّي بـ: {يتلوه}.
وفي المراد من: {شاهد}.
وفي معاد الضمير المنصوب في قوله: {يتلوه}.
وفي معنى (منْ) من قوله: {منه}، وفي معاد الضمير المجرور بـ (مِن).
وفي موقع قوله: {مِن قبله} من قوله: {كتاب موسى}.
وفي مرجع اسم الإشارة من قوله: {أولئك يؤمنون به}.
وفي معاد الضمير المجرور بالباء من قوله: {يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب} إلخ فهذه مفاتيح تفسير هذه الآية.
والذي تخلّص لي من ذلك ومما فتح الله به مما هو أوضح وجْهًا وأقرب بالمعنى المقصود شِبْهًا: أن الفاء للتفريع على جملة: {أم يقولون افتراه} إلى قوله: {فهل أنتم مسلمون} [هود: 13، 14] وأن ما بينهما اعتراض لتقرير توغلهم في المكابرة وابتعادهم عن الإيمان، وهذا التفريع تفريع الضدّ على ضده في إثبات ضد حكمه له، أي إن كان حال أولئك المكذبين كما وُصف فثَمّ قوم هم بعكس حالهم قد نفعتهم البيّنات والشواهد، فهم يؤمنون بالقرآن وهم المسلمون وذلك مقتضى قوله: {فهل أنتم مسلمون} [هود: 14]، أي كما أسلم من كانوا على بيّنة من ربهم منكم ومن أهل الكتاب.
والهمزة للاستفهام التقريري، أي إن كفر به هؤلاء أفيُؤمِنُ به من كان على بينة من ربه، وهذا على نحو نظم قوله تعالى: {أفمن حَق عليه كلمة العذاب أفأنت تُنقذ مَن في النّار} [الزمر: 19] أي أنت تنقذ من النار الذي حق عليه كلمة العذاب.
و: {مَن كان على بيّنة} لا يراد بها شخص معيّن.
فكلمة (مَن) هنا تكون كالمعرّف بلام العهد الذهني صادقة على من تحققت له الصلة، أعني أنه على بينة من ربه.
وبدون ذلك لا تستقيم الإشارة.
وإفراد ضمائر: {كان على بيّنة من ربه} مراعاةٌ للفظ (مَن) الموصولة وذلك أحد استعمالين.
والجمع في قوله: {أولئك يؤمنون} مراعاة لمعنى (مَن) الموصولة وذلك استعمال آخر.
والتقدير: أفمن كانوا على بينة من ربهم أولئك يؤمنون به.
ونظير هذه الآية قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} في سورة [القتال: 14].
والذين هم على بينة من ربهم يجوز أن يكونوا النصارى فقط فإنهم كانوا منتشرين في العرب ويعرف أهل مكة كثيرًا منهم، وهم الذين عرفوا أحقية الإسلام مثل ورقة بن نوفل ودحية الكلبي، ويجوز أن يراد النصارى واليهود مثل عبد الله بن سلام ممّن آمن بعد الهجرة فدلوا على تمكنهم من معرفة البينة لصحة أفهامهم ولوضوح دلالة البيّنة، فأصحابها مؤمنون بها.
والمراد بالبيّنة حجة مجيء الرسول المبشّر به في التوراة والإنجيل.
فكون النصارى على بينة من ربهم قبل مجيء الإسلام ظاهر لأنهم لم يكذّبُوا رسولًا صادقًا.